اَلدُّنْيَا دَارُ مَمَرِّ وَالْآخِرَةِ دَارِ مَقَرٍّ - الناشر المصرى

اَلدُّنْيَا دَارُ مَمَرِّ وَالْآخِرَةِ دَارِ مَقَرٍّ


بقلم احمد قطب زايد


تشغل الدنيا وأحوالها بال كثيرا من الناس، فتراهم يفكرون بها ويقلبون ظروفها حتى يصلوا معها إلى معناها وحقيقتها، وحديثي في هذا المقال عن بعض الناس الغافلون الذين لا يعلمون حقيقة الدنيا يتقاتل بعضهم البعض، أو يكره أو يهجر أو يظلم بعضهم بعضابعضهم غافلون عن حقيقة الدنيا الزائلة والتي مهما طالت، وأن الآخرة باقية، فكم يعيش الإنسان؟ وكم مدة بقائه في هذه الحياة؟

عزيزي القارئ للأسف البعض غافل عن حقيقة الدنيا فما قيمة حياة قصيرة يكره بعضنا بعضا بسببها؟ أو نتآمر على غيرنا أو نظلم من حولنا لمتاع قليل زائل من متاعها؟ إن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة؛ والليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر، والعمر مهما طال فلا بد من دخول القبر ويصف أبو العتاهية الدنيا في أبيات مختصرة:

أرى الدنيا لمن هي في يديه، عذابا كلما كثرت لديه

تهين المكرمين لها بصغر، وتكرم كل من هانت عليه

إذا استغنيت عن شيء فدعه، وخذ ما أنت محتاج إليه

أخي الكريم الدنيا زائلة لا تدوم لغني أو لفقير، فالكل في هذه الدنيا مسافرون، لذلك يجب أن نفهم غاية وجودنا في هذه الدنيا لنعيش بسعادة وننعم بالرضى إننا لا نعي ذلك، فحب الدنيا مستحكم على القلوب، لهو ولعب وتفاخر يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ" [سورة فاطر: 5] ويقول الله تعالى " وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" [الأنعام: 32]. يقول إيليا أبو ماضي عن طبيعة الدنيا:

خذ ما استطعت من الدنيا وأهليها لكن تعلم قليلا كيف تعطيها

كن وردة طيبها حتى لسارقها لا دمنة خبثها حتى لساقيها

أكان في الكون نور تستضيء به لو السماء طوت عنا دراريها

أو كان في الارض أزهار لها أرج لو كانت الارض لا تبدي اقاحيها

كن في الحياة كعابر سبيل واترك وراءك كل أثر جميل فما نحن في الدنيا إلا ضيوف وما على الضيوف إلا الرحيل يا من غفلتم عن الآخرة، وتهافتم على الدنيا أذكر نفسي وإياكم بأن الدنيا إلى زوال، وبأن الدنيا دار ممر، وأن الآخرة هي دار المقر فأحسن بالمرور فيها حتى تنعم بالمستقر، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

 

تعليقات