المعادل الموضوعي وجماليات التلقي في رواية دعاء الكروان لطه حسين - الناشر المصري

المعادل الموضوعي وجماليات التلقي في رواية دعاء الكروان لطه حسين - الناشر المصري

بقلم - ربا رباعي - الاردن


ويُعدّ هذا مدخلًا نقديًا غنيًا، يجمع بين تحليل البنية الرمزية والدلالية في الرواية، وبين كيفية استقبال المتلقي لهذه الرموز والمعاني. 



عنوان الدراسة:


المعادل الموضوعي وجماليات التلقي في رواية دعاء الكروان لطه حسين





مقدمة:


تشكل رواية دعاء الكروان نصًا سرديًا مفتوحًا على العديد من التأويلات، وتكشف عن براعة طه حسين في توظيف الرموز والمعادلات الموضوعية لإيصال معانٍ عاطفية وفكرية عميقة. وتغدو جماليات التلقي أداة لفهم هذا النص، حيث يلعب القارئ دورًا محوريًا في إعادة إنتاج دلالاته.



أولًا: مفهوم المعادل الموضوعي


ظهر هذا المفهوم مع الناقد ت. س. إليوت، ويقصد به: التعبير عن العاطفة أو الفكرة من خلال مجموعة من الأشياء أو الأحداث أو الحالات التي تُفضي إلى المعنى نفسه.


في دعاء الكروان، تظهر عدة رموز تمثل معادلات موضوعية لمشاعر الكبت، التمرد، الانتقام، والحب.


ثانيًا: تطبيق المعادل الموضوعي في الرواية


1. الكروان:


يمثل رمزًا للحرية والصوت الداخلي الذي يرشد البطلة (آمنة).


صوته المتكرر يشكّل خلفية شعورية للنص، يُعبّر عن تحولات آمنة النفسية.



2. الجبل والوادي:


الجبل يرمز إلى التحدي والعزلة والسمو، في حين يُجسد الوادي التقهقر والانحدار.



3. الضوء والظل:


تتكرر مفردات الضوء والظلام للدلالة على التنوير والجهل، أو الصراع بين الحب والكراهية في داخل آمنة.


ثالثًا: جماليات التلقي


1. القارئ كمنتج للمعنى:


يُعيد القارئ تشكيل رمزية الكروان، وفقًا لخبرته الجمالية والثقافية.


اختلاف الأجيال يؤدي إلى تعددية في التفسير: مثلًا، قارئ تقليدي قد يرى الانتقام فعلًا مبررًا، بينما قارئ معاصر قد يراه تعبيرًا عن تحرر داخلي.



2. التلقي من زاوية نسوية:


القارئة المعاصرة قد تستقبل الرواية كرحلة تحرر نسوية لبطلة سعت لإثبات ذاتها في عالم ذكوري.



3. التلقي التربوي أو القيمي:


الرواية تطرح أسئلة أخلاقية حول العدالة، الغفران، والتمرد، ما يجعلها خصبة لتحليلات تربوية وقيمية.



خاتمة:


تجمع دعاء الكروان بين الجمالية الرمزية والعمق الإنساني، ويُعدّ تحليلها من خلال المعادل الموضوعي وجماليات التلقي مدخلًا لفهم كيفية بناء النص لوعيه الجمالي، وكيفية تفاعل القارئ مع هذا البناء، لتغدو الرواية نصًا متجددًا عبر الزمن والقراءات.

تعليقات