في سماء العلم والتفاني، تتلألأ نجوم نادرة لا تضيء فقط طريقها، بل تنير الدروب لمن حولها، وتترك في كل مكان بصمة خالدة من التميز. من بين هذه النجوم، يسطع اسم الدكتورة رواء أسامة شحاتة، المرأة التي جمعت بين رصانة العلم، ودفء الإنسانية، وقوة التأثير.
إن الحديث عن دكتورة رواء ليس مجرد سرد لسيرة أكاديمية أو إنجازات مهنية، بل هو استحضار لقصة نجاح استثنائية لامرأة آمنت بنفسها، ووضعت بصمتها في عقول وقلوب كل من تعامل معها. منذ خطواتها الأولى في مسيرتها العلمية، كانت تحمل في داخلها طموحًا لا يعرف حدودًا، وإيمانًا بأن العلم رسالة، وأن النجاح لا يأتي صدفة، بل يُصنع بالإرادة والعطاء.
تميزت د. رواء بأسلوبها العلمي الرصين، وقدرتها الفريدة على تبسيط المعلومة وإيصالها بذكاء وشغف، مما جعلها واحدة من الشخصيات المؤثرة في مجالات تخصصها، ومصدر إلهام لجيل من الطلاب والباحثين. كانت ولا تزال تؤمن بأن دور الأكاديمي لا يقتصر على التعليم فقط، بل يتعداه إلى التوجيه والدعم النفسي والاجتماعي، ولذلك كان حضورها في ساحات العمل الجامعي والبحثي دائمًا استثنائيًا ومُبهرًا.
وبجانب تفوقها العلمي، فإن شخصية د. رواء تتجلى في إنسانيتها الرفيعة. فهي صاحبة قلب نابض بالحب للخير، تسعى دائمًا إلى دعم المبادرات الاجتماعية، وتمتلك حسًا وطنيًا عاليًا، يتجسد في مواقفها التي تنحاز فيها دائمًا للحق والعدالة، وفي جهودها المستمرة لتمكين المرأة، ونشر الوعي، وإعلاء قيم التعليم والعمل.
لم تكن يومًا باحثة عن الألقاب، بل جعلت من كل إنجاز وسيلة لفتح أبواب جديدة أمام الآخرين. كانت موجهة، وقائدة، وصديقة، وملهمة. والكل يشهد لها بالأخلاق الرفيعة، والحكمة، والرؤية المستقبلية الثاقبة.
في زمن تسوده التحديات، كانت د. رواء مثالًا للمرأة المصرية القوية، التي لا تستسلم، ولا تنكسر، بل تُواجه بصبر وعلم، وتُقاتل بإيمان ومبادئ. تقود بصمت، وتؤثر بعمق، وتُعطي دون انتظار مقابل.
واليوم، حين نكرّم اسمها، فإننا لا نكرّم فقط إنسانة ناجحة، بل نكرّم نموذجًا نادرًا للمرأة التي آمنت برسالتها، فاستحقت أن يُخلّد اسمها في سجلات الفخر، وأن تُروى سيرتها في صفحات المجد.
إلى الدكتورة رواء أسامة شحاتة… كل التقدير والمحبة، وكل الشكر على ما قدّمتِه وتقدّمينه، فاسمك سيظل شاهدًا على زمن من العطاء، ونبراسًا لكل من يسعى لأن يكون له أثر حقيقي في حياة وطنه وأمته.