تكتبه /إيمان الغندور
تُعد امتحانات الثانوية العامةفي مصر واحدة من أكثر التجارب إثارة للقلق لدى الطلاب وأسرهم، حتى أُطلق عليها اسم **"بعبع الثانوية العامة"** بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية الهائلة المرتبطة بها. فما أسباب هذا الهاجس؟ وهل هناك محاولات جادة لتغيير هذه الصورة؟
لماذا أصبحت الثانوية العامة "بعبعًا؟
اولا .التركيز على المجموع كمعيار وحيد
- يُحدد مجموع الثانوية العامة مصير الطالب في الالتحاق بالكليات "المُرموقة" مثل الطب والهندسة، مما يخلق حالة من (المنافسة الشرسة والخوف من الفشل)
- إهمال المواهب الأخرى (فنية، رياضية، إبداعية) بسبب نظرة المجتمع للتعليم الجامعي كطريق وحيد للنجاح.
ثانيا.الضغط الأسري والمجتمعي:
- تحول الامتحان إلى هوس عائلي، حيث يُقاس نجاح الأبناء بمجموع الثانوية، مما يزيد العبء النفسي على الطلاب.
- مقارنات مستمرة بين الطلاب، مما يُفقد الكثيرين ثقتهم بأنفسهم.
ثالثا.نظام الامتحانات القاسي
- الامتحان في يوم واحد (حتى مع نظام البابل شيت) يضع الطالب في موقف ضغط غير طبيعي.
- أخطاء التصحيح أو التظلمات قد تُغير مصير الطالب كليًا.
رابعا..غياب الدعم النفسي
- نادرًا ما يُوجَّه الطلاب إلى آليات التعامل مع القلق، مما يؤدي إلى حالات اكتئاب أو أمراض جسدية ناتجة عن التوتر.
محاولات الدولة لتخفيف "البعبع رغم انه يوجد به بعض الأخطاء هو
نظام التقييم الجديد (البابل شيت)
تقليل العنصر البشري في التصحيح، مع إتاحة التظلمات الإلكترونية
- تعدد الفرص (الشعب المختلفة)
محاولة دمج نظام التعليم الفني والمدارس التكنولوجية كبديل عملي.
- مشروع "التعليم 2.0"
التركيز على الفهم بدل الحفظ، لكن تطبيقه لا يزال محدودًا.
كيف نواجه "البعبع؟
- تغيير ثقافة المجتمع:بأن النجاح ليس محصورًا في كليات القمة.
- تعزيز التعليم الفني والمهني:وتوفير فرص عمل لخريجيه.
- دعم الصحة النفسية:عبر برامج توعية في المدارس لأولياء الأمور والطلاب.
- إعادة هيكلة الامتحانات: مثل اعتماد التقييم التراكمي على مر السنوات.
وفي الختام
"بعبع الثانوية العامة" ليس قدرًا محتومًا، لكن تغييره يحتاج إلى ثورة في ثقافة التعليم نفسها، وليس فقط في الأنظمة الامتحانية. الطريق طويل، لكن الوعي المُتنامي بضرورة إصلاح التعليم يُبشر بخطوات إيجابية في المستقبل.
> "النجاح الحقيقي هو أن تعثر على شغفك، لا أن تعيش حلم غيرك!"