بقلم: د/هدير محمود فايد – أخصائي إرشاد أسري ونفسي وتربية خاصة
المقدمة:
الأنوثة ليست مجرد مظهر خارجي أو ملامح جسدية… الأنوثة طاقة داخلية، تنبع من سلام النفس وهدوء الروح. هي نظرة تحمل الحنان والثقة، وصوت فيه هدوء وجاذبية، ومشية تتّسم بالاتزان والنعومة. نعم، الشعر والبشرة والجسم لهم دور، لكن سرّ الأنوثة الحقيقي هو "الروح".
حين تترك المشاعر بصمتها على الجسد
كل شعور تمرين به يُسجّل داخل خلايا جسدك. التوتر الطويل يخلخل هرموناتك، فتظهر آثاره على الدورة الشهرية والبشرة والشعر. الخوف المستمر يستهلك طاقتك ويجعلكِ دائمًا في وضع تأهّب. أما الحزن، فيسرق منكِ وهجكِ الداخلي، فيخبو بريق عينيكِ وتبهت ملامحكِ.
الأنوثة الحقيقية تبدأ من الداخل :
كثير من النساء يسعين وراء حلول سريعة: أنظمة غذائية قاسية، جلسات تجميل، مستحضرات باهظة. لكن الحقيقة؟ لا شيء يُجدي إن لم تُعالج الروح أولاً.
ابدئي بالمصالحة مع نفسكِ. اسأليها عمّا يؤلمها، وامنحيها الفرصة للتعبير. اكتبي، ارْسمي، تحدّثي مع مَن تثقين به. واهتمي بجسدكِ بدافع الحب، لا بدافع العقاب. تقرّبي من الله، فالقرب منه يُضيء الروح بطمأنينة لا تُشترى.
خطوات بسيطة... لكنها فعّالة :
افتحي يومكِ بكلمة طيبة لنفسكِ.
خصّصي وقتًا يوميًا لكِ فقط: للاستماع لموسيقى تحبينها، أو الرقص بحرية، أو مجرد التأمل.
تناولي طعامكِ بحب، نامي جيدًا، ومارسي هواية تحيي قلبكِ.
احمي طاقتكِ من الاستنزاف :
أحيانًا تذبل طاقتنا الأنثوية بسبب أشخاص يقلّلون منّا، أو يفرضون علينا صورًا مثالية مستحيلة. تعلّمي أن تقولي "لا"، واحفظي لنفسكِ مساحة آمنة تُنبت فيها روحكِ من جديد.
ختامًا…
تأملي قصة "داليا"، أم لطفلين، قررت أن تصنع لنفسها ركنًا خاصًا في بيتها، تجلس فيه يوميًا نصف ساعة فقط. بعد فترة، بدأت تستعيد إشراقتها. لم تغيّر شيئًا في شكلها الخارجي، بل فقط التفتت لنفسها من الداخل.
رسالة لكِ أختي: أنوثتكِ لا تحتاج ترميمًا خارجيًا… بل احتضانًا داخليًا. عندما تحبين نفسكِ بحق، تعود مفاتنكِ لتشرق، من دون فلاتر، ومن دون عناء.