بقلمي - ربا رباعي - الاردن
أنا الحُلمُ الذي لم ينطفئْ
وإن كبَتَ الزمانُ، تَوقّدَا
أنا مَن رَبّى خطاهُ على الجراحِ
وساقَ في دربِ الفِدا، تَجلّدا
أُسائلُ الأرضَ إن خَفَتَ النشيدُ
فتُومِضُ في المدى، متَعَهّدا
وفي قلبي تُقيمُ رؤًى قديمة
تنامتْ في يقينٍ، مُولِدا
لم أَجعلْ منْ رحيلِ النورِ وهنا
بل استنهضتُ منْهُ تَأبّدا
فكم طافتْ بذاكرتي حكايا
صَنَعْنَ من الحنينِ تَوَحُّدا
رأيتُ صدى الخطى وهجاً كصبحٍ
وكلُّ شتاءِ روحي تورّدا
تسلّقتُ الصعابَ بلا رفيقٍ
وأيقنتُ الطريقَ تجلّدا
إذا ما خانني ظلّي فإني
أُرَمِّمُ بالهدى ما تَفَرّدا
أنا المعنى إذا جفّتْ حروفي
وإنْ سكتَ النداءُ، تغرّدا
وإنْ كَذَبوا على التاريخِ شوقاً
رسمتُ الصدقَ صدقاً مُحْتَدى
تَأبّى أنْ تُماتَ بيَ البداياتُ
فكانتْ في الخُطى، لي موعدا
أنا من ضمّدَ الآمالَ سِرًّا
وأنطقَ في الظلامِ تَعاهُدا
فلا يأسٌ يُقيمُ بدارِ قلبي
ولا وهمٌ يراهُ مُبَعدا
أنا نبضُ المُريدِ على طريقٍ
سَقى بالعزمِ عهدًا مُرْشَدا