بقلم - نرجس قدا
مشكلتي يا صديقي أنني أعيش وسط الخَلق ، ولا يَشعُر بي أحد ، أضحَك والوجَع في قلبي كالجَمر ، وأبدو قوية والضعف في داخلي مُمتَدّ..طفلة تسكُن صدري ، تشتاق لحِضن لا يسأل ، ولمَأوى لا يُهَدّ ، تُريد أن تبكي دونَ حِساب ، أن تُسمَع دونَ وعدٍ أو رَدّ..كنتُ وطنًا لمن ضَلّ ، وكتفًا لمَن مال ، أحمِلُ همومَهم كأنّها نسيم ، وأخفي أوجاعي كأنّها زَوال ، لكن في داخلي أوزانٌ لا تُقاس ، وحنينٌ لا يُقال ، أثقلَني الصمت ، وأنهَكَني إحتِمال الإحتِمال..لستُ أهاب الوحدة ، بل أهاب أن لا يُشبِهُني أحد ، أفكاري أعمَق من أعماقِهم ، ومشاعِري أطهَر من رغبتِهم في الوُدّ ، أحب بصدقٍ يُخيف ، وأشعُر بفَيضٍ يُرهِق الجسد ، وأكتُم كل ذلك ، لأن لا أحد يَفهَم ما لا يُقال ، ولا أحد يُصغي لقلبٍ لا يصرُخ ، بل يُفضّل المآل..كل ما أرجوه...أن أجِد من يُصَدّق الحزن في ابتسامتي ،من لا يسألني: "هل أنت بخير؟"...بل يقول: "لَيتَني كنتُ لكِ بخيرٍ وسندا