مصطفى نادي يكتب - قلوب مكسورة في أجساد قوية - الناشر المصري

مصطفى نادي يكتب - قلوب مكسورة في أجساد قوية - الناشر المصري

ليست كل القلوب المكسورة واضحة للعيان، وليست كل الجراح تنزف أمامنا.

هناك من يسير بيننا مبتسمًا، صلبًا، يواجه الحياة بشجاعة… بينما قلبه من الداخل يئن بصمت، ولا يسمعه أحد.

فكم من جسد قوي يخفي خلفه قلبًا محطمًا؟ وكم من ابتسامة تخفي ألمًا طويلًا لا يراه أحد؟


في عالم يحكم على الظاهر، تعلم الكثير من الناس كيف يخفون انكساراتهم.

الرجال يُمنعون من البكاء بحجة أنهم "أقوياء"، والنساء يُتوقع منهن أن "يتماسكْن"، والكل مطالب بأن يبدو بخير طوال الوقت… حتى لو لم يكن كذلك.


القوة الحقيقية ليست في إخفاء الألم، بل في تحمّله بصمت.

ولعل أقسى شعور يمر به الإنسان، هو أن يُكسَر قلبه ويضطر أن يتظاهر بأن كل شيء طبيعي.

أن يستيقظ كل صباح، يذهب إلى عمله، يبتسم في وجه الآخرين… بينما في داخله حرب لا تهدأ، وندوب لا تلتئم.


هؤلاء الذين نراهم أقوياء، قد يكونون أكثر الناس احتياجًا لاحتواء، لنظرة حنونة، لكلمة طيبة تُعيد إليهم بعض ما فقدوه في صمتهم.

إنهم لا يطلبون شيئًا… لا يشكون، لا يتكلمون، فقط يصبرون.

وكأن العالم أصبح لا يعترف بالضعف، ولا يعذر من يتعب.



القلب المكسور لا يُرى في الأشعة، ولا يظهر في التقارير الطبية، لكنه يعيش في تفاصيل الشخص: في نظراته، في صمته، في طريقة مشيه وكلامه.

فرفقًا بمن يبتسم رغم الألم، ورفقًا بمن يحمل قلبًا مكسورًا في جسد يبدو قويًا.


نحن لا نعرف ما الذي يخوضه الناس في داخلهم، لكن يمكننا دائمًا أن نكون ألطف، أبسط، وأقرب من قلوبهم دون أن نُزيدها وجعًا. 

تعليقات