بقلم أ /هند رجب
الخيانة في الإسلام من الأمراض التي بدأت تنخر في عظام مجتمعاتنا المسلمة، وهي صفة ذميمة في الإسلام الذي دعا إلى مكارم الأخلاق. فالخيانة هي نقض العهد وخيانة الأمانة. كمن وقع عقدًا ثم نقضه أو استؤمن على شيء فسرقه أو ضيعه. والله تعالى لا يحب الخائنين. قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ” (الأنفال: 58). ولا تجتمع الأمانة والخيانة في قلب إنسان لأنهما ضدان؛ قال النبي ﷺ: “لا يجتمع الإيمان والكفر في قلب أمرئ، ولا يجتمع الكذب والصدق جميعا، ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعا”
وقد استعاذ النبي ﷺ من الخيانة في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، ومن الخيانة، فإنها بئست البطانة) فالخيانة من أسوأ الصفات التي يمكن أن تكون في الإنسان، فمن يخون لا يؤتمن ولا يُثق به أحد بعد ذلك، حيث هو خان في المرة الأولى؛ فتسهُلَ عليه الخيانة فيما بعد.
حكم الخيانة في الإسلام
الخيانة حرام في الإسلام، وهي من صفات المنافقين. قال ﷺ: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”
وللخيانة عقاب شديد في الدنيا والآخرة. في الآخرة، عقابها هو عذاب النار؛ قال ﷺ: “المكر والخديعة، والخيانة في النار”.ويكون سيدنا النبي ﷺ خصم الخائن ويتبرأ منه يوم القيامة، قال ﷺ: “من خان من ائتمنه فأنا خصمه”. وقال: “من خان شريكا له فيما ائتمنه عليه واسترعاه له، فأنا بريء منه”. وجاء في الحديث القدسي: “يقول الله: أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خان؛ خرجت من بينهما”.
ويعجل الله تعالى عقوبة الخيانة في الدنيا قبل الآخرة؛ لقوله ﷺ: “ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم، والخيانة، والكذب”.وهي تجر الفقر والفاقة في الدنيا؛ لقوله ﷺ: “الأمانة تجر الرزق والخيانة تجر الفقر”. وللخيانة صور وأشكال مختلفة.
عدم الوفاء بالعهد: قال تعالى: “وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ” (الأنفال: 58).
إفشاء أسرار الدولة: قال تعالى: “وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (الأنفال: 71).
الغدر: مثال على ذلك خيانة اليهود ونقضهم لعهد صلح الحديبية مع النبي ﷺ. في السنة العاشرة من الهجرة. وهذا يبين أصل اليهود وصفة الخيانة فيهم منذ القدم. حيث كانوا ولا زالوا ينقضون مواثيقهم وعهودهم. واليوم يفعلون نفس الشيء ولكن تحت قناع السلام والدبلوماسية .
اللهم احفظ الأمة الإسلامية عامة ووطننا مصر خاصةوقادتنا وجيشنا من شر الخيانة والخائنين 🇪🇬🇪🇬🇪🇬🇪🇬🇪🇬