منه محمد_تكتب_أكل الميراث جريمة على خطى الجاهلية - الناشر المصري

منه محمد_تكتب_أكل الميراث جريمة على خطى الجاهلية - الناشر المصري

منه محمد_تكتب_أكل الميراث جريمة على خطى الجاهلية - الناشر المصري

  شاعت في بعض المجمتعات لا سيما في القرى والأرياف ـ

جريمةُ أكلِ حقوق البناتِ في الميراث، وكأن آكلي حقوقَ البنات أبوا أن يَخرجوا من عصر أبي جهل وأبي لهب، حيث كان الجاهليون وعبدةُ الأوثانِ يأكلون حقوق البنات، أو أن هؤلاء الفاسقون العصريون أبوا على الإسلامِ أن يُعطيَ المرأةَ حقها في الميراثِ، أو كأنهم آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه

فهم يصلّون ويؤمنون بقول الله تعالى في سورة النساء

{إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً}النساء103،

ولسان حالهم وفعالهم ، أنهم لا يؤمنون بقول الله تعالى في نفس السورة:

لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}النساء

وإذا نصحك الناصحُ وقال لك اعطِ أختَك حقَها: قلتَ ـ وقولك الزور ـ: (إن البنات لا يرثن أرضًا 


وشرُّ الناسِ من إذا طمِع سرَق وإذا شبِع فسَق وإذا احتاجَ نهَش وإذا استغنَى فحَش ومن أكلُ الميراث على الوُرَّاث قال – جلَّ في عُلاه {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا}

والتراثُ هو الميراث واللمُّ من لَمَّ الشيءَ إذا جمعَه. فيعتدِي في الميراث ويأكلُ ميراثَه وميراثَ غيره


تلك الجريمة تزداد يوماً بعد يوم، إذ تنظر المحاكم سنوياً آلاف قضايا النزاع على الميراث، ويحتج المانع للميراث، الآكل مال الغير ظلماً وعدواناً، بحججٍ أوهن من بيت العنكبوت، كأن يقول: «إن المال المُورث سيذهب إلى غير العائلة»، فيضطر صاحب الميراث إلى أن يسكت على ذلك خوفاً من القطيعة أو يرفع أمره للقضاء، وهذا العرف الفاسد يتصادم مع نصوص الشارع الحكيم، ويخالف مقاصد الشريعة التى أنصفت الجميع، وكفلت حقوق الضعيف، وأبطلت كل الممارسات الظالمة سواء ضد المرأة أو غيرها.


ومهما بلغت الفرحة بالظالم أكل ميراث. غيرة. مبلغها بقهره المظلوم في الدنيا فإن فرحته لن تبلغ ذرة من فرحة المظلوم يوم ينصره الحق جل جلاله بأخذ حقه من ظالمه “يوم يقوم الأشهاد” “يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار” (الآية 52 من سورة غافر) وما أصدق قول الإمام علي كرم الله وجهه: يوم العدل على الظالم أشد من يوم الظلم على المظلوم “نسأل الله أن يهدي كل من أكل مال أخواته

إن العقوبة الدنيوية لأكل ميراث البنات أو الأخوات، هي عدم البركة في الرزق والافتقار، وتدهور في الحالة المادية، بل قد يعاقبه الله في صحته وفي أولاده


وأما العقوبة في الأخرة إنَّ لله سبحانه وتعالى توعد كل من يأكل حقوق الآخرين بعذاب شديد، فكيف بمن يأكل حق أقرب المقربين له، كالبنت أو الأخت


فإن الله سبحانه وتعالى أكد النهي عن أكل مال اليتيم ظلماً، فقال جل من قائل: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) [الإسراء: 34]. وقال: (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً) [النساء: 2].


وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}.. [النساء : 2].


جريمة كبرى وذنب عظيم يعاقب عليه الله سبحانه وتعالى، ويتضمن أكثر من ذنب ناتج عن ذلك الفعل، وهي: أكل حقوق الناس. أكل مال اليتيم، إذ تعتبر البنت أو الأخت يتيمة في هذه الحالة. قطيعة الرحم. التعدي على حدود الله، وذلك بعدم تنفيذه أوامره سبحانه وتعالى الواردة في القرآن الكريم. وإن تلك الذنوب لكفيلة بعذاب شديد في الف، ومهما يكن لديه من أعمال صالحة، فإنها ستذهب هباء منثورا، وسيعاقب على تلك 







.

تعليقات