زهرة المدائن - الناشر المصري

زهرة المدائن - الناشر المصري

قصة قصيرة بقلم/ رشاد الغضبان


سيدتى . .احُتلت المدينة لاجلك وقصفت المدينة لاجلك .رغم انى اعرف مكانك واعرف انك بعيدة عن القصف وانك. فى مامن من شرورهم لكى فهم يريدون خطفك بعد احتلال قصرك ومدينتك .لااحد سوف يحررك.لا احد يقاتل من اجلك لااحد يدنو من فوق سور حديقتك لا احد يفك قيودك !! كل الذين تقدموا لك من اجل ثورتك الجمالية لم تكن لديهم الشجاعة لاقتحام المدينة لتحريرك ملوك كانوا او ابطال او قادة او ذات مال وشجاعة لكنها تحطمت امام اسرك واحتلال مدينتك الباسلة التى استبسلت لاجلك انت.. 

سيدتى ..بعد احتلال مدينتك اصبحت مدينة اشباح ليلها ونهارها لافرق .اصبحت موطن الغربان .صمت رهيب يضرب المدينة الا من هدير دبابات العدو للبحث عنك والفتك بكى وبتاريخك وافراحك وحضارتك وكل معالمك القديمة والحديثة حتى شهاداتك وكتبك وتراثك وزرقة اعينك ورسائلك..

سيدتى سوف اخترق التلة الكائنة على اطراف المدينة سوف احفر بابرة طوال الدهر سوف اصل اليك وسوف اصل الى نقطة الضوء التى بعيونك التى تفتت قطع ظلام النفق 

.سوف تنعمين بالسلطنة سوف تتحطم الكلمات فوق صخرة الاوهام وسوف ياتى الفجر الذى طال انتظاره ..سوف نصلى ونفرح وننعم بعد تحريرك وسوف تكون افراحنا ليال طويلة ومسيرات طويلة ..تعبر البحيرة والمتوسط ..سوف يكون تحريرك ياسيدتى تاريخى تسقط فية اساطيل واساطير وسوف يخضع تحت قدمك الطاغى والباغى والظالم والطاغوت ..لكن فقط انتظرى واصمدى فالقادم لاجلك لتكونى سيدة المدينة المحررة والقصر المهدوم سوف يضىء فية النجف ويلمع الذهب وحتى لؤلؤ القبة !! 

تعليقات