كتب مصطفي نادي _منه محمد بماذا يشعر الإنسان عندما يبلغ الاربعين-الناشر-المصري

كتب  مصطفي نادي _منه محمد بماذا يشعر الإنسان عندما يبلغ   الاربعين


إن سن  الأربعين هو أجمل عمر للرجال والنساء على حد سواء. هل تعرف أن الأربعين في الفكر ترمز الى الصعود من مستوى الى مستوى أعلى، وإلى يقظة روحية؟ فعندما نحزن نحزن لمدة أربعين يوماً، وعندما نعشق يجب أن ننتظر أربعين يوماً حتى نتأكد من حقيقة مشاعرنا


.

كان السلف يعدّون لسن الأربعين عُدّته، ومنهم من يجتهد بعد الأربعين أكثر من ذي قبل.

وابن الأربعين كمن بلغ قمّة جبل، ولا بدّ له من النزول، ومسافة النزول كمسافة الصعود، إلا أنّ النزول أسرع


الحياة تبدأ في سن الأربعين .. قبل ذلك كانت مجرد أبحاث وتجارب لتصل إلي مرحلة النضج  والاستقرار. العقلي

إن كنت في الأربعين أو اقتربت من الأربعين، أو تجاوزتها بقليل، اعرف أن الأربعين هو العمر الوحيد الذي خصه القرآن بدعاء مميز 

"حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت اليك وإني من المسلمين"


كان السلف يعدّون لسن الأربعين عُدّته، ومنهم من يجتهد بعد الأربعين أكثر من ذي قبل.

وابن الأربعين كمن بلغ قمّة جبل، ولا بدّ له من النزول، ومسافة النزول كمسافة الصعود، إلا أنّ النزول أسرع


هذا دعاء مؤثر يتضمن الشكر على ما فات والدعاء لما هو آت.

في الأربعين يشعر الواحد منا وكأنه على قمة جبل، ينظر الى السطح الأول فيرى طفولته وشبابه .

ويجد أن مذاقهما لا يزال في أعماقه ، وينظر إلى السطح الآخر فيجد ما تبقى من مراحل عمره ويدرك كم هو قريب منها.


إنه العمر الذي يكون الإنسان قادراً فيه على أن يفهم كل الفئات العمرية ويعايشها ويتحدث بمشاعرها و أفكارها.


في الأربعين نكتشف بياض الشيب قد بدأ على الرؤوس اهلنا  إن لم يكن قد بدأ سابقا، ويبدأ كذلك ضعف البصر فيقبل كل منا على نظارة القراءة لتصبح جزءاً من محمولاته اليومية .


وفي الأربعين نسمع لأول مرة من ينادينا في الأماكن العامة (تفضل يا عم) .. (تفضلي ياخالة )

ليجد وجوهنا مستغربة للنداء الجديد .


في الأربعين يلتفت لنا من هم في الستين ليقولوا لنا :-

هنيئآلكم مازلتم شباباً ، فيزداد استغرابنا.


في الأربعين تبدأ أزمة منتصف العمر، يبدأ السؤال القاسي :ماذا أنجزت في عملك؟

ماذا أنجزت لأسرتك؟

ماذا أنجزت في حياتك؟

ماذا أنجزت في علاقتك مع ربك؟

فإذا لم ترجع لربك وقد بلغت هذا العمر فمتى ترجع يا بن آدم؟


إنه سؤال يهز القلوب ويشغل التفكير، فالمشكلة أن الأيام تمر أسرع مما نتوقع ، ألم تنظر خلال طفولتك إلى من هم في سن الأربعين على أنهم شبعوا من دنياهم ؟ 

أما اليوم فإننا نرى بأننا لم نحقق الكثير مما وضعناه لأنفسنا ، وأن السنوات تجري بنا ولا تعطينا فرصة لكي نصنع ما نريد .


في الأربعين ندرك القيمة الحقيقية للأشياء الرائعة التي تحيط بنا ، ننظر إلى والدينا إذا كانا موجودين أو إلى أحدهما فنشعر أنهما كنز وعلينا أن نؤدي حقهما ونبر بهما .

 كذلك ننظر إلى أبنائنا فنراهم قد غدوا إخوانا لنا ينافسوننا طولا و عرضا و ينتظرون صحبتنا .

كذلك ننظر إلى الإخوان والأصحاب فنشعر بسرور غامر لوجودهم حولنا، كما ننظر إلى تقصيرنا وأخطائنا فنرى أنها لا تليق بمن هو في الأربعين عمرالحكمة والتوازن و الرصانة والعقل

في الأربعين يبدأ الحصاد و نشعر حقيقة أننا كنا كمن كان يجري ويجري، واليوم بدأ يخفف من جريه . ويلتفت إلى لوحة النتائج ليقرأ ملامحها الأولية ، وهو يعلم أن النتائج النهائية لم تحسم بعد ، إلا أن التغيير بعد الأربعين ليس بسهولة ما قبلها .

تعليقات