بقلم الدكتور عمران صبره إسماعيل بو شويبه الجازوي
إنَّ النواهي أحدُ بطونِ قبيلةِ الجوازي ، تلك القبيلة التي ما أخالها إلا شجرةً طيبةً أصلها ثابتٌ ، وفرعها في السماءِ ، فأصولها تعودُ إلى قبيلةِ ( بني سليمٍ ) العربيةِ ، وهذا فيه من الشرفِ ما فيه ، كما أن خؤولتها في بني هلال ، الأمرُ الذي أضافَ إلى شرفها شرفاً ، وإلى عراقتها عراقةً ، فأصبح لها تاريخٌ مشرّفٌ ، وماضٍ عريقٌ يفوحُ عبقه عروبةً وأصالةً ، وهي - أي قبيلةُ الجوازي - وإن كانت وارفةَ الظلالِ ، متعددةَ الفروعِ ، إلا أنَّ فرعَ النواهي ( الذين يعودُ نسبهم إلى حمد النايض بن حمزة بن جبريل ، وسُمّوا بذلك نسبةً إلى أمهم ناهية ) ليُعدُّ من أجملِ فروعها ، وأبهاها منظراً ، وأكثرها نضارةً ، وجاء الاسمُ مشتملاً على خمسةِ حروفٍ ( ن - و - ا - ه - ي ) ليؤكدَ على ذلك ، فابتدأ بحرف النون ؛ ليؤكدَ على أنهم نشامى يتصفون بالشجاعةِ والإقدامِ ، والتعففِ عن كلِ ما يحطُّ من كرامتهم ، أو ينقصُ من أقدارهم حتى لقد صدق فيهم قول القائل :
تأبى المروءةُ أن تفارقَ أهلها
إنَّ المروءةَ في الرجالِ خصالُ
وتأتي ( الواو ) ؛ لتفيدَ بأنهم وصّالون للرحمِ ، حريصون على تقويةِ أواصرِ القربى ، يحسنون إلى من أساءَ إليهم ، ويحلمون على من جهلَ عليهم .
وتوسطته ( الألفُ ) ؛ لتبيّنَ أنهم أجوادُ مجبولونَ على بذلِ ما ينبغي من الخيرِ لغيرِ عوضٍ ، أو مقابلٍ .
ثم تبعتها ( الهاءُ ) ؛ لتؤكدَ على أنَّ من يعاشرهم أو يخالطهم " هانئٌ " يعيشُ بينهم بفرحٍ ، ويحيا وسطهم بسعادةٍ وطمأنينةٍ .
ثم خُتمَ بـ( الياء ) التي جاءتْ مدلّلةً على يُمنهم وبركتهم .
وليسَ ذلك من بابِ إصدارِ الأحكامِ جُزافاً ، أو إلقاءً للكلامِ على عواهنه - أي دونَ تحقّقٍ وتثبّتٍ - ، أو تعصّباً لهم ، ولكنها حقيقةٌ يُؤكدها القاصي والداني ، وماضيهم يشهدُ ، وحاضرهم يقرّرُ .