بقلم/ أية محمود رزق
بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩ طه﴾
وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ ﴿٤٩ الزخرف﴾
قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿١٠٩ الأعراف﴾
يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ﴿١١٢ الأعراف﴾
وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴿١١٣ الأعراف﴾
وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ﴿١٢٠ الأعراف﴾
أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ ﴿٢ يونس﴾
قَالَ مُوسَىٰ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ۖ أَسِحْرٌ هَـٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ﴿٧٧ يونس﴾
وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ﴿٧٩ يونس﴾
فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ ﴿٨٠ يونس﴾
قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ ﴿٦٣ طه﴾
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠ طه﴾
قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤ الشعراء﴾
فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿٣٨ الشعراء﴾
لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴿٤٠ الشعراء﴾
فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴿٤١ الشعراء﴾
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ﴿٤٦ الشعراء﴾
وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٤ ص﴾
إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٢٤ غافر﴾
فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٣٩ الذاريات﴾
كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢ الذاريات﴾
كيف يتحول الشخص العادي إلى ساحر؟ يقوم الساحر بأداء طقوس معينة تتطلب منه إبرام عهد مع قوى شيطانية، وغالباً ما يختار مكانًا معزولًا عن البشر، مثل المناطق الصحراوية أو بالقرب من البحر، التي تعتبر موطنًا للجن والعفاريت.
يفضل الساحر أن يكون هذا المكان في صحراء تحتوي على جبل، حيث ستستمر هذه العزلة لمدة أربعين يومًا، يأخذ خلالها معه ما يكفيه من الماء، الذي لا يُستخدم للاغتسال أو التطهر، بل يتضمن طقوسًا خاصة. كذلك، يحضر معه كمية من اللبن والطعام، حيث يُعتبر اللبن جزءاً أساسياً من هذه الطقوس.
يتم إدخال كمية من المصاحف إلى الخلوة، حيث يبدأ الشخص في عد الأيام، ويمثّل ذلك ارتباطًا بوقت معين له دلالات معينة. بعد دخول المصاحف، تحدث طقوس محددة تجعلها تتعرض للتنجيس، وهذا يعتبر أمرًا خطيرًا، أو تُستخدم بطريقة أخرى تتعلق بالشياطين، لا قدر الله. وبعد مرور أربعين يومًا، يحصل الفرد على العهد وقوة شيطانية نتيجة لانتهاء الطقوس. حينها يُطلق شيطان من شياطين الإنس بغرض تدمير حياة الناس وإتمام المهام المنوطة به. هذا بالإضافة إلى قراءة كتاب يُدعى شمس المعارف، والذي أصفه بأنه كتاب اللعنة الشيطانية. إن مجرد فتح هذا الكتاب يمثل كارثة، حيث يحضر الآلاف من المردة من الجان، مما يزيد من خطورة الأمر.
يُعتبر كتاب شمس المعارف واحدًا من أقوى المراجع في مجال السحر والعلوم الخفية، حيث يُنسب إليه التأثير المدمر على حياة آلاف الأشخاص الأبرياء من خلال الطلاسم التي يحتوي عليها. يستخدم السحرة هذه الطلاسم لتخريب حياة الأفراد، الذين يمكن أن أطلق عليهم ضحايا السحرة.
ومن بين هذه الطلاسم، تبرز مجموعة من الكتب الخطيرة الأخرى التي تستحق الذكر، ومنها:
- كتاب شمس المعارف الكبرى
- كتاب العزيف
- كتاب الطريق الأوحد إلى السحر الأسود
- كتاب اللؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان
- السحر الأحمر
تُعتبر هذه الكتب من أخطر المراجع نظرًا لقوة الطلاسم التي تحتويها، والتي يمكن أن يستفيد منها السحرة في تنفيذ أغراضهم.
أبلغوا الساحر أنه قد أفلح في تدبيره، وقد أصابني فيما كان يسعى إليه. أخبروه أنه تسبب في تحطيمي وتحطيم أسرتي، وأنني فقدت صحتي وبُعدت عن أهلي. أخبروه أن الألم يمنعني من النوم، وأنه يجب أن يفرح بهذا. ولا تنسوا أن تخبروا بأنه رغم كل ذلك، فهذا هو قدري، وقد ابتلاني الله لأنه يحبني. كما يجب أن تذكروه بأن عذابي سيُحتسب لي حسنات، بينما سيبقى وزر ذلك عليه. أبلغوه بأن الفرج آتٍ، وأن الفرح قريب، وأنه خسر في دينه ودنياه. أخبروه أيضاً عن عذاب الآخرة، وأن الساحر لا يفلح حيثما كان. أخيراً، أخبروه أنني أتعذب،
إن ادعاء الساحر قدرته على علاج المرضى من آثار السحر باستخدام طلاسم مثل كتاب شمس المعارف أو غيره هو ادعاء غير صحيح. إذ إن الساحر لا يستخدم هذه الطلاسم لعلاج المرضى، بل لتعزيز قواه الشيطانية وزيادة عدد الشياطين من الجن. في هذه الحالة، يصبح الشخص ضحية لهذا التلاعب، حيث يُستخدم الكتاب كوسيلة لتحطيم حياته حتى يصل به الأمر إلى الانتحار أو الموت أو الجنون أو السيطرة عليه من قبل الأرواح الشريرة. يتسبب ذلك في شعور الضحية بأنه مضطر للاستماع إلى تعليمات الساحر في جميع الأمور, كما يُفقد القدرة على تجاوز المواقف الحياتية بشكل طبيعي. ومع مرور الوقت، تظهر أعراض سلبية على الضحية، مثل تعطيل شؤون حياته، ترك الصلاة، والوقوع في وساوس فكرية تتعلق بالانتحار.
يتغذى الساحر على الطاقة الإيجابية المتمثلة في جسد الضحية، حيث يقوم بشحنه بالطاقة السلبية التي تؤدي إلى فقدانه السيطرة على أعصابه وحياته، تحت ذريعة العلاج بواسطة الطلاسم الشيطانية. أما المرأة، فتكون ضحية لتفريغ الطاقة الإغرائية للساحر، بنفس الذريعة العلاجيّة، ولكن هذا النوع من السحر يعد أكثر تدميرًا، حيث يُعتبر قوة شيطانية خطيرة تُستخدم تحت مسمى علاج من السحر، من خلال وسائل ساحرة أقوى، مما يجعلها تقع تحت سيطرته بالكامل. وقد يُطلب منها تقديم قربان كجزء من العهود الشيطانية، أو لفتح مناطق أثرية، وغيرها من الأفكار الشيطانية. وتجدر الإشارة إلى أن الضحايا قد تشمل أيضًا الحيوانات، في سبيل إكمال الطقوس.
لقد أصبحت الحيوانات وسيلة لأداء الأعمال الشيطانية، حيث يتعرف الساحر على الضحية عندما يطلب اسم الشخص واسم والدته. حينما يدعي الساحر أن شخصًا معينًا هو الذي يؤثر عليه أو يسحره، فإنه يرتكب عملًا خبيثًا يُستخدم كأداة لصيد ضحاياه وتدمير حياتهم. إلى متى ستستمر هذه الأعمال اللاأخلاقية في إلحاق الأذى بالناس وتعطيل مصالحهم؟ إلى متى سنبقى فريسة سهلة في يد الساحر، وخاضعين لتعاليمه الضالة؟ هل يعود ذلك إلى ضعف الإيمان والابتعاد عن الدين والثقة بالله، أم إلى الجهل والغرور؟ كل يوم نكتشف حالة جديدة تتكشف أمام أعيننا.
ترقبوا قريبًا عرض جزء جديد يتناول موضوع السحر والأعمال الشيطانية، بهدف توعية أنفسنا وأخواتنا وأهلنا حول خطورة هذه الأفعال على حياة البشر والإنسانية، وما تتركه من آثار سلبية في الدنيا والآخرة. فمما لا شك فيه أن مرتكبي هذه الأعمال ملعونون في الدارين. نسأل الله أن يحفظكم برعايته، وأن ينصركم بنصره. دمتم في كنف الله ورعايته.