بقلم/ أية محمود رزق
هى إمرأة لم تصنعها الصدف ، بل صاغتها الأوجاع بيد من حديد .
و ألقت بها فى معركة لا هُدنة فيها .
لم تولد قوية ، لكنها تعلمت كيف تُخيّط جراحها بصمت ؟
كيف تمسح دموعها دون أن يراها أحد ؟
و كيف تنهض كلما كسرتها الحياة ؟
لم تعد تبحث عن الأمان فى الآخرين .
فقد وجدت فى وحدتها حصنًا ،
و فى صلابتها وطنًا ، و فى عقلها دليلًا لا يضل .
تمر الأيام ، تأخذ منها الكثير ، لكنها لا تأخذ قُدرتها على الوقوف .
على التحدى ، على المضىّ قُدمًا رغم كل شئ .
لم تعد تثق بسهولة ، لم تعد تستهويها الوعود .
تعلمت أن الخذلان درس ، و أن الفقد بداية .
و أن الألم نار تصهر الضعف ليولد منه إنسان آخر .
أقوى ، أشد ، لا يُكسر .
لم تعد تخشى الرحيل ،،،
فالخسارات صنعت منها إمرأة تُدرك أن البقاء ليس دائمًا خيارًا .
و أن الرحيل أحيانًا هو النجاة الوحيدة .
تنظر إلى الحياة بعين صقر ، تراقب بصمت ، تختار بحذر .
تمضي بثبات ، لا تسأل أحدًا الطريق ، فقد حفظت دربها جيدًا .
هى إمرأة ، لكنها ليست كأىّ إمرأة ...
هى من حملت نفسها على كتفها ، و مضت وحدها .
لا تلتفت ، لا تنتظر ، لا تهاب شيئًا !!