كيف يحفزك الصمت لتحقيق السلام الداخلي - الناشر المصري

كيف يحفزك الصمت لتحقيق السلام الداخلي - الناشر المصري

كتبت الباحثة - مروة ماهر - خبير التنمية الذاتية والتحفيز وتطوير المهارات


اصبحنا الان في عالم مليء الضجيج مما يدفعنا للبحث عن جوانب للهدوء في حياتنا مما له اثرا ايجابيا علينا لذا كان موضوع مقالي اليوم عن الصمت كآداة هامة جدا لتحقيق السلام الداخلي الهدوء والتأمل الذي يزيد من نجاح فرص التواصل الإجتماعي الفعال علي عكس ما يعتقد البعض ان الكلام بصوت مسموع هو الطريقة الوحيدة للتواصل ..فتعالوا نبحر معا في بحر الصمت لنحظي منه علي خير وفير رزق كبير يجعلنا نتميز في الحياة

إن الصمت ذلك الهدوء الخفي الذي غالبا ما نتجاهله جميعا اتضح انه يحمل بين طياته ڨوة عظيمة له اسرار لم نكتشفها بعد لذلك بحثت لكم عن بعضها لنستفيد جميعا ولخصت لكم اهمها وهي كالآتي :-


١/الصمت آداة لتحفيز الدماغ والتأمل والإبداع

حيث يمنحك الصمت الهدوء في حياة مكتظة بالضوضاء يعمل فيها الدماغ بلا توقف مما يدفعنا الي التوتر و الإرهاق وصعوبة النوم لكنك عندما تقوم بتفعيل استراتيجية الصمت تمنح دماغك وذهنك فرصة للراحة وتحسن الذاكرة وزيادة التركيز وتم اثبات ذلك بالعديد من الدراسات البحثية التي اظهرت ان الصمت يحفز خلايا الدماغ خاصة منطقة (الحصين) المسؤولة عن الذكراة كما يساعد علي زيادة الإبداع لأنه يتيح لعقلك التجول بحرية لأنه عندما تكون هادئا تسمع افكارك بوضوح تفهم مشاعرك بشكل أفضل وأعمق

ويكون بذلك اذا خصصت دقائق قليلة يوميا للصمت صباحا أو مساءا بعيدا عن اي مصادر ازعاج في زاوية خاصة تكون فيها مع نفسك فقط بك كوسيلة فعالة لبداية جديدة لصفاء ذهنك 

٢/الصمت يساعدك للوصول لطريق السلام الداخلي والإنسجام مع ذاتك الحقيقية وذلك من خلال الآتي :-

يعتبر الصمت راحة للروح وتهدئة للعقل من ازدحامه بالمعلومات و بالضوضاء 

حيث يوفر الصمت لحظات إستراحة تسمح لك بالتركيز علي الحاضر ويقلل القلق فعندما تكون صامتا ولو لفترة وجيزة لكن منتظمة بشكل يومي تدرب نفسك عليها تصبح واعيا لأفكارك ومشاعرك وتستطيع ملاحظتها دون الحاجة لإصدار أية احكام مما يساعدك علي فهم نفسك بعمق 

وبذلك نكتشف أنه طريق للسلام الداخلي والوضوح الذهني الذي يجعلك أكثر إتزان وسكينة وتستشعر أنك من خلاله في رحلة داخلية نحو الإنسجام مع ذاتك الحقيقية 

نلاحظ أننا مع دوام التدريب علي تنفيذ إستراتيجة الصمت تغيب المشتتات ويستطيع عقلنا ان يحظي بالتجول بحرية وتبرز جليا وبوضوح كل من الافكار المشاعر والذكريات التي كنت غافلا عنها في السابق فتكتشف امور هامة عن نفسك ويتيح لك مواجهة أفكارك العميقة ومراقبة حوارك الداخلي وتقوم بتقييم اختياراتك وقراراتك بعين ناقدة من زاوية مختلفة مما يدعمك لمواجهة مخاوفك حيث أن الصمت بمثابة مرآة تعكس لك مابداخلك فقم بالسماح للصمت بإرشادك في رحلتك للوصول إلي فهم ذاتك وإعادة تقييم قرارتك ومراجعة نفسك فيما سبق لتحقيق الاجمل فيما هو آت


٤/الصمت له قوة خفية شافية ومصدرا لشفاءك لم تكن تعرفه :ـ

فالصمت يساعدنا علي الإستماع لجسدنا والتعامل مع الألم فتصبح أكثر وعيا بأي توتر داخلي و جع يمكنك معالجته حيث اظهرت الدراسات ان الصمت يعزز نمو خلايا الدماغ الجديدة تعويضا عن أية خلايا تالفة وخاصة الخلايا المرتبطة بالعاطفة 

فالصمت يشفي ويعيدنا إلي حالتنا الطبيعية المتوانة التي نحتاجها جميعا هذه الفترة

٥/الصمت يساعدك عليه تعزيز علاقاتك الإجتماعية :-

فنجد مما سبق عرضناه عاليا أن الصمت ليس فقط مهما علي المستوي الذاتي الفردي ولكنه مهم اكثر علي مستوي العلاقات الإجتماعية حيث أنالصمت أداة قوية تعزز لديك التفاهم والثقة

فنجد انه في لحظات الخلاف مع الآخرين في علاقاتنا الإجتماعية يمنحنا الصمت فرصة لتهدئة أنفسنا فلا نتسرع بالرد بل نمنح انفسنا مساحة للتفكير والنضج فهذا وحده كفيل بتغيير مجري أي حديث حتي لو كنا مختلفين مع الآخرين 

والصمت الإستماع بإنصات للآخر عند التعامل دليل الإحترام وذلك لأنك تمنحه فرصة للتعبير عن رأيه و تستمع له بتركيز دون مقاطعة وتعطي فرصة له لإيصال كلماته إليك حتي في لحظات الصمت المشتركة و انت جالس في هدوء مع بعض من تحبهم يمكنها أن تكون أكثر قربا من آلالاف الكلمات


*واخيرا النصيحة الهامة جدا وهي :ـ انه خلال تفعيلك لإستراتيجية الصمت التي تحدثنا عنها ان تحذر جيدا وتكون لديك الحكمة في إستخدام الصمت حيث أن الإفراط فيه قد يوحي للآخرين بالإنسحاب او التجاهل

لذلك نجد بالنهاية ان الموازنة بين الصمت والكلام الصادق هي مفتاح العلاقات الصحية والإيجابية النافعة وهو ضرورة أن تكون حاضرا بذهنك مع من يتحدث حتي انت صامت وتنصت له وتلاحظ نبرة الصوت ولغة الجسد ان تجعل الطرف الآخر يشعر انك تقدر كلامه وتهتم بفهمه وليس مجرد الصمت بل إستماعا فعالا يدعم العلاقات وينميها بصورة إيجابية للأفضل 

تعليقات