كتبت دكتورة مروة ماهر_سفيرة التحفيز _خبير التنمية الذاتية والباحث القانوني
إن كل أقدار الله للإنسان خير سواء أحبها أم كرهها ،فرب الخير لا يأت إلا بالخير ومقال اليوم يحتوي علي نموذج حقيقي يؤكد ذلك وهو نموذج دفع أحدهم لك للخروج من دائرته سواء رضيت أم أبيت وتعالوا نعرف السبب حسب نوع كل دائرة
فقد يدخل الإنسان بعمل ما أو حياة شخص ما ثم تنغلق عليه الدائرة ويعتقد أنه بمأمن داخلها وأنه يستطيع التحرك داخلها بحرية وهو لا يعلم أنها قد تكون هي سجنه المعنوي الذي يتم حبسه لتبعده عن العالم الخارجي فمثلا اذا كانت دائرة عمل فهو ينغلق علي عمله وينغمس فيه ولا يفكر بالخروج أو التطوير أو البحث عن فرص وآفاق جديدة خارج تلك الدائرة المحدودة مهما كان اتساع محيطها من وجهة نظره ومهما حصل علي ترقيات ومناصب بهذا العمل لكنه يظل منبوذاً داخلها إلا إذا حطم تلك الدائرة وخرج وقام بتطوير نفسه والإطلاع علي العالم الخارجي وما به من تحولات ومجالات عديدة جميلة تشبع شغفه وتخرجه من دائرته المغلقة أو قام أحد من دائرة العمل بدفعه بهدف الأذي له ولكن الله يمنحه فرصة جميلة تنتظره يحقق فيها إنجازات رائعة
_ونقيس علي ذلك دخول الإنسان في تعامل ما مع أشخاص فيدخل دائرة العلاقات الإنسانية ويعتقد أنه معهم بمأمن من المحيط الخارجي الموحش ويمنح هؤلاء الأشخاص كل حبه وثقته ويعتبرهم عالمه الذي لا يريد الخروج منه إلي الحياة الواسعة ويعتقد أن إنغلاق الدائرة عليه هي حماية له برعاية أولئك الأشخاص ولكن فجأة يحدث مالا يتوقعه أو يريده بأن يتفاجأ بدفعهم له من هذه الدائرة لأي سبب سواء كانت هذه الأشخاص انتهت من استغلاله ولم يعد لديه ما يستغلوه أو سواء أرادوا استبدال احداً غيره ولا تسع الدائرة لهم معا أو أن هذا الإنسان التي أعتقد وهماً أنهم ملاذه وحمايته ويكون رافض أن يخرج منها خوفا من المستقبل المخيف والمجهول الذي ينتظره ولكن لا يعلم أن عناية الله ترعاه وتريد له الخير والخلاص من هؤلاء المستغلين لطيبته وعطاءه
فيخرج الله من الظلام إلي النور ومن الضيق إلي براح الحياة الجميلة والاشخاص التي تشبه في الصفات الجميلة
وأن ينجو من دائرة مغلقة كان سيظل عالقاً بالسنوات يلف بداخلها ولا يصل لشيء ويضيع عمره وطاقته هباءاً مع من لا يستحقه
_وإذا بلطف الله يهطل فجأة ليتم الدفع به خارجها كما لفظ الحوت سيدنا موسي بإرادة الله لينجو لأنه كان من المسبحين وليكمل رسالتها النبوية التي أمره الله بها
فلذلك لا تحزن أن لك رسالة مؤكدة عليك ان تكملها وأهداف سامية عليك أن تحققها بما يرضي الله أولا و يتماشى مع قيمك وأخلاقك ومجتمع
وعندما تخرج بإرادتك أو بدون إرادتك من هذه الدائرة فوق بكل تأكيد أن الله أراد لك في هذا التوقيت توقيت النجاة ورؤية النور الحقيقي وليست الإضاءات الوهمية الصناعية التي كانت بالدائرة المغلقة وأنه بالتأكيد ستفتح لك كل أبواب الخير لأن كنت دوما مع الله وتدعوه وتؤمن دوما بقوله تعالي
وعسوا أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
فلا تحزن ولا تندم علي خروجك من دائرة أحد بل أشكر الله أولا واشكر من دفعوك سواء بقصد أو بدون قصد من هذه الدائرة التي ربما ظللت معلقا فيه حتي الممات ومنعزلا عن كل ماهو جميل ينتظرك بالخارج وعن أقدار من الله مكتوبة لتتحقق لك وتعوضك لأنك كنت دوما تخاف الله وتخشاه وتدعوا دوما فمن المؤكد انه سمع نداءك ودعواتك الصادقة وأنجاك بالخروج لتستقبل كل خير وجبر وعوض من الله وقل الحمد لله فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أن تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
فربما إختلافك مع البعض كان مصدر النجاة ورؤية النور الحقيقي فكن ممتناً دوما ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون بالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين اللطيف بعباده المؤمنين المخلصين جهرا وسار