ظاهرة التنمر عند الأطفال.... الأسباب والآثار وسبل المواجهة - الناشر المصري

ظاهرة التنمر عند الأطفال.... الأسباب والآثار وسبل المواجهة - الناشر المصري

بقلم الدكتورة /هدير محمود فايد - أخصائي إرشاد أسري ونفسي وتربية خاصة



المقدمة:

تُعدُّ ظاهرة التنمر من أخطر المشكلات السلوكية التي تنتشر بين الأطفال في مختلف المجتمعات، حيث تؤثر سلبًا على نموهم النفسي والاجتماعي، وقد تترك آثارًا عميقة تمتد إلى مراحل متقدمة من حياتهم.



تعريف التنمر :

يُعرَّف التنمر بأنه سلوك عدواني متكرر يهدف إلى إيذاء الآخرين جسديًا أو نفسيًا أو عاطفيًا، وغالبًا ما يحدث ضمن بيئة المدرسة أو الحي أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.


أسباب التنمر:


تتعدد الأسباب التي تدفع الأطفال إلى ممارسة التنمر، منها:


١-البيئة الأسرية المضطربة: كالعيش في أجواء يسودها العنف أو الإهمال أو غياب التوجيه السليم.


٢- الرغبة في لفت الانتباه: يسعى بعض الأطفال إلى إثبات وجودهم أمام أقرانهم من خلال السيطرة عليهم.


٣- التعرض للتنمر سابقًا: إذ يتحول الطفل الذي تعرض للتنمر إلى متنمر بدوره كردة فعل دفاعية أو انتقامية.


٤- ضعف المهارات الاجتماعية: كالعجز عن تكوين صداقات بطريقة صحية وسليمة.


٥- النماذج السلبية: تقليد الشخصيات العنيفة التي يرونها في محيطهم أو عبر وسائل الإعلام.



أشكال التنمر:


يظهر التنمر بأشكال متعددة، منها:


التنمر اللفظي: مثل السخرية، الإهانة، وإطلاق الألقاب الجارحة.


التنمر الجسدي: كالدفع، الضرب، أو الإيذاء البدني.


التنمر الاجتماعي: عبر تهميش الطفل وعزله عن مجموعات الأصدقاء.


التنمر الإلكتروني: باستخدام الإنترنت أو الهواتف لنشر الشائعات أو التهديد أو الإيذاء النفسي.



آثار التنمر على الأطفال


تؤثر تجربة التنمر سلبًا على الطفل المتعرض لها، وقد تتجلى هذه الآثار في:


ضعف الثقة بالنفس والشعور بالدونية.


تدهور المستوى الدراسي وفقدان الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.


ظهور أعراض نفسية كالاكتئاب والقلق والعزلة الاجتماعية.


ميول عدوانية أو انتقامية قد تستمر إلى سن الرشد.



كيفية مواجهة ظاهرة التنمر؟


لمعالجة هذه الظاهرة، ينبغي اتباع خطوات مدروسة، مثل:


تعزيز التواصل بين الأسرة والطفل: عبر الإصغاء لمشكلاته ومساعدته على التعبير عن مشاعره.


نشر الوعي بين الأطفال: عن طريق برامج مدرسية توعوية تشرح خطورة التنمر وتدعو إلى الاحترام المتبادل.


تدريب الأطفال على مهارات التعامل مع الآخرين: مثل مهارات حل النزاعات والتعبير عن النفس بثقة.


وضع قوانين واضحة في المدارس: لمكافحة التنمر وفرض عقوبات مناسبة على من يمارسه.


تقديم الدعم النفسي للضحايا: من خلال جلسات إرشادية تساعدهم على تجاوز تجاربهم السلبية.



خاتمة


إن مكافحة ظاهرة التنمر عند الأطفال مسؤولية مشتركة بين الأسرة، والمدرسة، والمجتمع بأسره. ولا بد من تضافر الجهود لبناء بيئة آمنة وصحية للأطفال، تشجع على قيم التعاون، والاحترام، والمحبة، مما يُمهِّد الطريق لمستقبل أفضل لهم وللمجتمع ككل. 

تعليقات