عندما يخطئ المعالج النفسي - الناشر المصري


 

عندما يخطئ المعالج النفسي - الناشر المصري

بقلم الدكتورة/ هدير محمود فايد - اخصائي تربية خاصة وإرشاد أسري ونفسي 


المقدمة:

العلاج النفسي هو رحلة بحث عن الأمان والدعم، لكن ماذا لو كان المعالج نفسه هو مصدر الإحباط؟ بعض الأخطاء التي يقع فيها المعالج النفسي قد تترك أثرًا سلبيًا على العميل، بل وقد تدفعه إلى فقدان الثقة في العلاج النفسي بالكامل.


 في هذا المقال نسلط الضوء على أبرز هذه الأخطاء، ولماذا يجب على كل معالج تطوير نفسه باستمرار.


1. التقليل من معاناة العميل


أحد أكثر الأخطاء شيوعًا هو عدم تقدير مشاعر العميل، سواء بالتقليل من مشكلته أو مقارنتها بمشاكل الآخرين. حين يسمع العميل عبارات مثل: "مشكلتك عادية، ناس كتير بتمر بيها"، يشعر بأنه غير مفهوم، مما قد يجعله يتردد في مشاركة مشاعره لاحقًا أو ينسحب من العلاج تمامًا.


2. ضعف الاستماع الفعّال


الاستماع الجيد ليس مجرد سماع الكلمات، بل فهم المعنى خلفها. بعض المعالجين يردون بردود سطحية مثل: "آه، فاهم"، "طيب وبعدين؟" دون إظهار اهتمام حقيقي. هذا يجعل العميل يشعر بأنه غير مهم، وكأن مشاعره مجرد تفاصيل غير ذات قيمة.


3. إسقاط المشكلات الشخصية على العميل


المعالج النفسي إنسان أيضًا، وقد يمر بمشاكل شخصية، لكن الخطأ القاتل هو أن يعكس هذه المشاكل على عملائه. إذا كان المعالج متوترًا أو مكتئبًا، فقد ينقل هذه الطاقة السلبية إلى الجلسة، مما يجعل العميل يشعر بأنه عبء بدلاً من أن يجد الراحة والدعم.


4. تقديم نصائح جاهزة بدلاً من التوجيه


العلاج النفسي ليس إعطاء حلول جاهزة، بل مساعدة العميل على التفكير واتخاذ القرار بنفسه. بعض المعالجين يختصرون العملية في نصائح مباشرة مثل: "غير شغلك"، "اترك العلاقة"، "لا تفكر في الموضوع". هذا يجعل العميل يشعر بأنه لم يُسمع بعمق، وكأن الحل بسيط بينما الواقع أكثر تعقيدًا.


5. الجمود وعدم تطوير الذات


العلم يتطور باستمرار، ومن لا يواكب هذا التطور يتراجع. بعض المعالجين يكتفون بما درسوه قبل سنوات، دون الاطلاع على الأساليب الحديثة في العلاج. هذا يؤدي إلى استخدام طرق تقليدية قد لا تكون فعالة مع الحالات الجديدة والمتغيرة.


👈كيف يكون المعالج النفسي ناجحًا؟


✔ الاستماع العميق: الإنصات باهتمام دون مقاطعة أو أحكام مسبقة.

✔ إظهار التعاطف: تفهُّم مشاعر العميل بصدق دون تقليل من معاناته.

✔ إدارة المشاعر الشخصية: الفصل بين الحياة الشخصية والجلسات العلاجية.

✔ التطوير المستمر: متابعة الأبحاث والدورات لتحسين مهارات العلاج.


الخلاصة :

المعالج النفسي ليس مجرد شخص يقدم نصائح، بل هو مرشد يساعد العميل على فهم نفسه وإيجاد الحلول المناسبة له. الخطأ في العلاج النفسي قد يكون مكلفًا، ليس فقط للعميل، بل لسمعة المهنة نفسها. لذلك، من الضروري أن يدرك كل معالج أن التعلم والتطور هما أساس النجاح في هذا المجال.

تعليقات