البابا تواضروس الثاني: نعيش في مصر 15 مليون قبطي بجانب إخوتنا المسلمين 90 مليون

البابا تواضروس الثانى

متابعة – رحاب سويلم زغلول

أجرت قناتان تليفزيونيتان صربيتان (RTS وHRAM) ووكالة الأنباء الوطنية الصربية TANJUG مقابلات مع قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم، على هامش زيارته الجالية المصرية في صربيا ضمن جولته الرعوية بإيبارشية وسط أوروبا.

سعادة اللقاء وتعزيز التعاون

عبّر قداسة البابا عن سعادته بزيارة صربيا، مشيدًا بعلاقات المحبة والتعاون بين الكنيسة القبطية والكنيسة الصربية. واعتبر أن هذه الزيارة تمثل “جسرًا بين الكنيستين”، مؤكدًا أهمية التبادل الراعوي والحوار لتعميق أواصر الأخوّة المسيحية.

> “نشكر ربنا، الكتاب المقدس يعلمنا أن محبة المسيح تحصرنا.”

وأضاف أن لقاء بطريرك صربيا هو الأول من نوعه لبابا الإسكندرية، وكانت الجلسة “مليئة بالمشاعر الطيبة والمودة” بعد حضور القداس الذي أقامه البطريرك في كنيسة القديس سابا.

التقويم القبطي: إرث يمتد لألفَي عام

عند سؤال قداسته عن احتمال تغيير التقويم، أوضح أن الكنيسة القبطية تعتمد التقويم المصري القديم المتوافق مع التقويم اليولياني منذ نشأتها قبل نحو ألفَي عام، قائلاً:

> “ليست لدينا نية لتغيير التقويم لأنه تقويمنا منذ ألفَي عام، وهو جزء من تاريخ كنيستنا القبطية.”

صوت موحّد للقضايا الكبرى

شدد البابا تواضروس على ضرورة أن تتضافر أصوات الكنائس الأرثوذكسية في مواجهة التحديات الكبرى مثل الإلحاد والقضايا الأخلاقية، داعيًا إلى مزيد من الزيارات المشتركة والحوار اللاهوتي:

> “يجب أن يكون لنا صوت واحد تجاه القضايا الكبرى، ونحتاج إلى تبادل الزيارات والتقارب بيننا.”

التحديات والاهتمامات الرعوية

تحدّث قداسته عن أبرز التحديات داخل الكنيسة القبطية، ومنها:

الفقر والتعليم ونقص الخدمات في بعض المناطق.

تأثير العالم الافتراضي في بعد الشباب عن الكنيسة وهويتهم.

* الحرص على خدمة الأطفال والعائلات عبر توفير الإنجيل وأماكن العبادة وممارسة الأسرار المقدسة.

وأكد أن الكنيسة تحرص على دعم الشباب والعائلات، وتملك ٥٠ ديرًا للرهبان و١٠ أديرة للراهبات داخل مصر، إضافة إلى ٥٠٠ كنيسة في الخارج.

إحصائيات جماعة الأقباط في العالم

قدّم البابا تواضروس لمحة عن واقع الكنيسة القبطية:

تعداد الأقباط في مصر: ١٥ مليون قبطي إلى جانب ٩٠ مليون مسلم.

تواجد الأقباط في نحو ١٠٠ دولة، يقدّر عددهم بحوالي ٣ ملايين هاجروا خلال الستين سنة الماضية.

وأشار إلى تمسّك الأقباط بأرضهم وتاريخهم وحضارتهم، مع بركة النيل كجزء لا يتجزأ من هويتهم.

مصر وصنع السلام

أعرب قداسة البابا عن محبته لمصر واعتزازه بحرية العبادة التي ينعم بها الأقباط وسط إخوتهم المسلمين، داعيًا الصرب لزيارة مصر والاستمتاع بمشروعاتها التنموية:

> “مصر تقوم بمشروعات كثيرة من أجل نهضتها، وتتوفر فيها كل وسائل الراحة لموقعها المتميز.”

كما أكّد دعم مصر للقضية الفلسطينية واعتبارها من أولويات السياسة المصرية، مبرزًا دورها التاريخي في استقبال العائلة المقدسة وحفظ السلام.

واجهة هذه الزيارة توسّع آفاق التعاون بين الكنيسة القبطية والكنيسة الصربية، وتعزّز رؤية البابا تواضروس الثاني لدور مصر والمسلمين والأقباط في نشر رسالة المحبة والسلام عالمياً.